أمها هي أم المؤمنين، السيدة خديجة بنت خويلد، وقد خُطبت أم كلثوم لعتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب، قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم، فلما بعث، ونزلت "تبت يدا أبي لهب"، فقال أبو لهب لابنه: "رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته"، فطلقها قبل أن يدخل بها.
وقد أسلمت السيدة أم كلثوم مع أمها السيدة خديجة، وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم حين بايعته النساء، وهاجرت إلى المدينة حين هاجر الرسول الكريم.
زواجها من عثمان بن عفان:
كان عثمان بن عفان قد تزوج من السيدة رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفاها الله، تزوج عثمان من السيدة أم كلثوم في شهر ربيع الأول في السنة الثالثة من الهجرة، وكانت بكرا، ولقب بسبب ذلك بـ"ذي النورين" لأنه تزوج اثنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن سعيد بن المسيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عثمان بعد وفاة رقية مهموما لهفان، فقال له: "ما لي أراك مهموما؟" قال: يا رسول الله وهل دخل على أحد ما دخل عليّ ماتت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت عندي، وانقطع ظهري، وانقطع الصهر بيني وبينك، فبينما هو يحاوره إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عثمان هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن الله عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها وعلى مثل عشرتها". فزوجه إياها.
وفاتها:
ولاقت السيدة أم كلثوم ربها في شهر شعبان، في السنة التاسعة من الهجرة، وعن أم عطية قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته أم كلثوم. فقال ( اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر. واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور. فإذا فرغتن فآذنني ) فلما آذناه. فألقى إلينا حقوه. وقال ( أشعرنها إياه).
وعن أبي أمامة قال: "لما وضعت أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} ثم لا أدري أقال بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله أم لا.