الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وبعد : فأمر الرؤيا خطير والوعيد لمن كذب فيها وعيد أكيد بل هو من الكبائر، وفي الصحيحين من حديث واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ، أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ» .
وفي الصحيح من حديث سيدنا عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَفْرَى الفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ»
وفي الصحيح من حديث سيدنا عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ تَحَلَّمَ
بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ.
والليلة قبل صلاة الفجر رأيت رؤيا.
رأيتُ شيخنا العلامة أبا الهدى اليعقوبي ينادي علينا وكنتُ في مجموعة من طلبة العلم أن تعالوا فأسرعت إليه ومعي كثيرون فرأيناه يأمرنا أن نزيل منكرا في أحد المحلات وكان صاحب هذا المحل يبيع الأحذية ويعرضها في الشارع ، ويضع هذه الأحذية على علب مرصوصة فيها آياتٌ من القرآن الكريم، بحيث أن كل خمس أو ست علب - أكثر أو أقل - مرصوصة جنب لجنب تكون آية من كتاب الله .
فسارعنا في رفع النعال من على آيات الله، وكنت أرى من يحمل النعال الكثيرة من فوق الآيات، أما أنا فكان في حملي ضعفا بحيث لم أستطع إلا رفع نعلاً واحداً فقط والحمد لله زالت هذه النعال كلها .
ودخلنا المسجد لنصلي وكانت ثم موائد كثيرة للطعام، آذى أحدهم الشيخ في مكان منها فتركهم وجلس عندنا في المائدة ففسحتُ له مكانا كبيرا في وسط المائدة إلا أنه أصر بتواضع شديد إلا أن يجلس مثلثه مثل بقية الناس على الطرف.
ثم بعد ذلك استيقظتُ سحراً منشرح الصدر والحمد لله رب العالمين.