~¤ô¦¦رنيم العذب¦¦ô¤~ مشرف
عدد المساهمات : 162 تاريخ التسجيل : 30/10/2011 الموقع : أم القرى
| موضوع: الإمام سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ,,,, الإثنين نوفمبر 07, 2011 9:13 pm | |
| الإمام سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
نسبه ومولده
هُوَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ، إِمَامُ الـحـُفَّاظِ، سَيِّدُ العُلَمَاءِ العَامِلِيْنَ فِي زَمَانِهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ الثَّوْرِيُّ، الكُوْفِيُّ، الـمُجْتَهِدُ، مُصنِّفُ كِتَابِ (الجَامِعِ).
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بنُ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ بْنِ حَبِيْبِ بنِ رَافِعِ ينتهي نسبه إلى إِلْيَاسَ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ.
وورد في حلية الأولياء من ترجمته: فهو الإمام المرضي والورع الدري أبو عبدالله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله تعالى عنه، كانت له النكت الرائقة والنتف الفائقة مسلَّم له في الإمامة، ومثبت به الرعاية، العلم حليفه، والزهد أليفه.اهـ
وُلِدَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ، وَطَلَبَ العِلْمَ وَهُوَ حَدَثٌ بِاعتنَاءِ وَالِدِه الـمُحَدِّثِ الصَّادِقِ سَعِيْدِ بنِ مَسْرُوْقٍ الثَّوْرِيِّ، وَكَانَ وَالِدُهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ، وَخَيْثَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمِنْ ثِقَاتِ الكُوْفِيِّيْنَ.
ثناء العلماء عليه
قَالَ شُعْبَةُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُم: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَمِيْرُ الـمُؤْمِنِيْنَ فِي الحَدِيْثِ.
وَقَالَ ابْنُ الـمُبَارَكِ: كَتَبتُ عَنْ أَلفٍ وَمائَةِ شَيْخٍ، مَا كَتَبتُ عَنْ أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ ابْنُ الـمَهْدِيِّ: مَا رَأَتْ عَيْنَايَ أَفْضَلَ مِنْ أَرْبَعَةٍ - أَوْ مِثْلَ أَرْبَعَةٍ -: مَا رَأَيتُ أَحْفَظَ لِلْحَدِيْثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ، وَلاَ أَشدَّ تَقَشُّفًا مِنْ شُعْبَةَ، وَلاَ أَعقَلَ مِنْ مَالِكٍ، وَلاَ أَنصَحَ لِلأُمَّةِ مِنِ ابْنِ الـمُبَارَكِ.
وورد في تاريخ بغداد أن عمرو بن علي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: ما عاشرت في الناس رجلا أرق من سفيان الثوري وكنت أرمقه في الليلة بعد الليلة، ينهض مذعورا ينادى النار النار شغلنى ذكر النار عن النوم والشهوات.
وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ: رَأَيتُ يَـحْيَى بنَ مَعِيْنٍ، لاَ يُقدِّمُ عَلَى سُفْيَانَ أَحَدًا فِي زَمَانِهِ فِي الفِقْهِ، وَالحَدِيْثِ، وَالزُّهدِ، وَكُلِّ شَيْءٍ.
عَنْ شُعْبَةَ: سَادَ سُفْيَانُ النَّاسَ بِالوَرَعِ وَالعِلْمِ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَعْلَمَ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قَالَ لِي ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَنْ تَرَى بِعَيْنَيْكَ مِثْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ حَتَّى تَـمُوْتَ.
وعَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أيضًا أنه قَالَ: أَتَدْرِي مَنِ الإِمَامُ؟ الإِمَامُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، لاَ يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي قَلْبِي.
وَقَالَ بِشْرٌ الحَافِي: كَانَ الثَّوْرِيُّ عِنْدَنَا إِمَامَ النَّاسِ.
وَعَنْهُ، قَالَ: سُفْيَانُ فِي زَمَانِهِ، كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي زَمَانِهِمَا.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَصْحَابُ الحَدِيْثِ ثَلاَثَةٌ: ابْنُ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ، وَالثَّوْرِيُّ فِي زَمَانِهِ.
وَقَالَ قَبِيْصَةُ: مَا جَلَسْتُ مَعَ سُفْيَانَ مَجْلِسًا، إِلاَّ ذَكَرتُ الـمَوْتَ، مَا رَأَيتُ أَحَدًا كَانَ أَكْثَرَ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ مِنْهُ.
وَرَوَى يُوْسُف بن أَسْبَاطٍ: قَالَ لِي سُفْيَانُ بَعْدَ العِشَاءِ: نَاوِلْنِي الـمـِطْهَرَةَ أَتَوَضَّأْ. فَنَاوَلْتُهُ، فَأَخَذَهَا بِيَمِيْنِهِ، وَوَضَعَ يَسَارَهُ عَلَى خَدِّهِ، فَبَقِيَ مُفَكِّرًا، وَنِمْتُ، ثُمَّ قُمْتُ وَقْتَ الفَجْرِ، فَإِذَا الـمِطْهَرَةُ فِي يَدِهِ كَمَا هِيَ، فَقُلْتُ: هَذَا الفَجْرُ قَدْ طَلعَ. فَقَالَ: لَمْ أَزَلْ مُنْذُ نَاوَلْتَنِي الـمِطْهَرَةَ أَتَفَكَّرُ فِي الآخِرَةِ، حَتَّى السَّاعَةَ.
قَالَ: قَدْ كَانَ سُفْيَانُ رَأْسًا فِي الزُّهدِ، وَالخَوْفِ، رَأْسًا فِي الحِفْظِ، رَأْسًا فِي مَعْرِفَةِ الآثَارِ، رَأْسًا فِي الفِقْهِ، لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.
من أقواله
قَالَ سُفْيَان: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ، فَخَانَنِي.
وعن عَبْد الرَّحْمَنِ بن مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُوْلُ:
مَا بَلَغَنِي عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيْثٌ قَطُّ، إِلاَّ عَمِلْتُ بِهِ وَلَوْ مَرَّةً.
كان سُفْيَان يَقُوْل: لَيْسَ الزُّهدُ بِأَكْلِ الغَلِيْظِ، وَلُبْسِ الخَشِنِ، وَلَكِنَّهُ قِصَرُ الأَمَلِ، وَارْتِقَابُ المـَوْتِ.
وورد في حلية الأولياء أن سفيان الثوري كان يقول: الأعمال السيئة داء والعلماء دواء، فإذا فسد العلماء فمن يشفي الداء؟
وَعَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: مَا نَعْلَمُ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ العِلْمِ بِنِيَّةٍ.
وقَالَ سُفْيَانُ: الزُّهْدُ زُهْدَانِ: زُهْدُ فَرِيْضَةٍ، وَزُهْدُ نَافِلَةٍ.
فَالفَرْضُ: أَنْ تَدَعَ الفَخْرَ وَالكِبْرَ، وَالعُلُوَّ، وَالرِّيَاءَ، وَالسُّمْعَةَ، وَالتَّزَيُّنَ لِلنَّاسِ.
وَأَمَّا زُهدُ النَّافِلَةِ: فَأَنْ تَدَعَ مَا أَعْطَاكَ اللهُ مِنَ الحَلاَلِ، فَإِذَا تَرَكتَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فعَلَيْكَ أَلاَّ تَترُكَهُ إِلاَّ للهِ.
وفاته
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: فَلَمَّا احْتُضِرَ، بَكَى، فَقيل له: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مَا هَذَا البُكَاءُ؟ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! لِشِدَّةِ مَا نَــزَلَ بِي مِنَ الـمَوْتِ، الـمَوْتُ -وَاللهِ- شَدِيْدٌ.
فَمَسِسْتُهُ، فَإِذَا هُوَ يَقُوْلُ: رُوْحُ الـمُؤْمِنِيْنَ تَخْرُجُ رَشَحًا، فَأَنَا أَرْجُو.
فَبَكَيتُ حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَخْتَنِقَ، أُخْفِي بُكَائِي عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِرَسُوْلِ رَبِّي. ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قَضَى، ثُمَّ أَفَاقَ. فَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! اذْهبْ إِلَى حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، فَادْعُهُ لِي، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَحْضُرَنِي.
وَقَالَ: لَقِّنِّي قَوْلَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَجَعَلتُ أُلَقِّنُهُ.
قَالَ: وَجَاءَ حَمَّادٌ مُسْرِعًا حَافِيًا، مَا عَلَيْهِ إِلاَّ إِزَارٌ، فَدَخَلَ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ. فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ أَخِي، مَرْحَبًا. ثُمَّ قَالَ: يَا حَمَّادُ! خُذْ حِذْرَكَ، وَاحْذَرْ هَذَا الـمَصْرَعَ...
وورد في حلية الأولياء أن عبد الرحمن بن مهدي كان يقول: لما أن غسلت سفيان الثوري وجدت في جسده مكتوبًا فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ.
توفى سنة إحدى وستين ومائة، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً. | |
|