دار الايمــــــــــــــــان لتحفيـــــــــــــظ القرآن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دار الايمــــــــــــــــان لتحفيـــــــــــــظ القرآن

خيركم من تعلم القران وعلمه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
العصبي الولد
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية

 

 فتى القرآن (قصة قصيرة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جمان القرآن
متميز
متميز
جمان القرآن


عدد المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 03/10/2011
الموقع : مهبط الوحــي

فتى القرآن (قصة قصيرة) Empty
مُساهمةموضوع: فتى القرآن (قصة قصيرة)   فتى القرآن (قصة قصيرة) Emptyالثلاثاء أكتوبر 04, 2011 7:32 pm

فتى القرآن.....
الكاتب : محمد سلطان أحمد

نور في عينيه ، ضياء في شفتيه ، وقار في قلبه ، يتلو الآية تلو الآية بصوته العذب الندي ، فتي من فتيان الحي الذي يقطن فيه و لكن ليس أي فتى ، انه فتى من فتيان كتاب الله .
نعم انه الفتى عبد الله ، يعيش في ربيع الزهور بسنواته العشر ، يذهب هو و أصحابه إلى المسجد عصرا كل يوم متحمسين لحفظ القرآن الكريم .
يحفظهم إمام المسجد الشيخ محمد بعد صلاة العصر إلى ما قبل المغرب .
كان عبد الله فتاً ذكيا ، يحفظ من القرآن الكريم عشرة أجزاء ، ويريد أن يحقق حلمه بحفظ كتاب الله .
كان أبو عبد الله موظف ذو منصب عالي في وزارة الخارجية ، و الأم متقاعدة من عملها ، و كان عبد الله ابنهم الوحيد فكان حسن التربية و لذلك أشركه والداه في حلقة القرآن في المسجد ، فكان ولدا نجيبا .

عند قدوم العطلة الصيفية وضع إمام المسجد الشيخ محمد محفظ القرآن خطة رائعة للحفظ ، فتحمس عبد الله لهذه الخطة التي أعجبته و أعجبت أصحابه في الحي .
كانت الخطة بشكل عام هي حفظ خمسة أجزاء خلال شهرين من العطلة الصيفية مع المراجعة الدائمة .
مرت الأيام و فتيان القرآن ينجزون ، حتى أقبل ذلك اليوم الحزين لعبد الله و سعيد بالنسبة لأمه و لأبه .
في هذا اليوم رجع أبو عبد الله من عمله فرحاً ،وذلك في وقت الظهر حيث كانت أم عبد الله مع ابنها عبد الله مجتمعين على مائدة الطعام ينتظرون الأب لتناول الغذاء ، فاستغرب كلا من ألام و عبد الله من هذه الفرحة الغير معتادة .

سألت الأم الأب : ما بك يا أبا عبد الله أراك تطير من الفرحة ؟
فرد عليها الأب بسرعة : لقد تلقيت ترقية في عملي، و عينت سفيرا لدى إحدى الدول العربية .

فرحت الأم لزوجها و عبد الله كذلك و باركوا له على الترقية ، ثم قال أبو عبد الله : سأتولى مهام عملي بعد أسبوعين من اليوم فاستعدوا جيدا لأننا سنغيب عن البلاد مدة نصف سنة ثم سنعود لقضاء الإجازة هنا ؟
بعدما سمع عبد الله كلام والده وقف وقد ذهبت ملامح الابتسامة من وجهه ثم قال لأبوه : لكن يا أبي سأنقطع عن حلقة القرآن ؟
فقال الأب وهو متفهم لكلام ابنه : يا بني ، قد تنقطع عن الحلقة لكن لن تنقطع عن كتاب الله فكن دائم المراجعة و التمكين .
في اليوم التالي ، أخبر أبو عبد الله الشيخ محمد عن ترقيته و عن غياب ابنه عبد الله عن الحلقة ، فتفهم الشيخ ظروف الأسرة وتمنى لهم السلامة .

مر الأسبوعان بسرعة البرق ، قضاها عبد الله مع أصحابه في الحفظ ليستغل الوقت المتبقي قبل الرحيل ،، وها هو وقت الرحيل قد حان ، ففي وقت المغادرة ودع أهالي الحي العائلة متمنين لهم السلامة ، و التقى عبد الله أصحابه و الشيخ محمد الذي جاء إلى عبد الله و قال له : لا تنسى المراجعة يا ولدي ، و لا تنسى أن تختار الصحبة الطيبة .
ثم سلم له ورقة وقال : هذه خطة للمراجعة أعددتها بنفسي ، سير عليها أثناء غيابك .
فأخذ عبد الله الورقة ثم قبل رأس الشيخ وقال له : سأكون عند حسن ظنك يا أستاذي .

هذه هي لحظات الوداع في الحي ، و ها هي أسرة عبد الله وصلت إلى مقر السفارة في الدولة العربية التي أصبح أبوه سفيرا لها ، ،، تعرف أبو عبد الله مع ابنه المبنى ، ثم توجهوا إلى البيت الجديد ((بيت السفير )) .
في وقت العشاء اجتمعت العائلة و ناقشوا أمور دراسة عبد الله بعد انقضاء العطلة الصيفية الذي لم يتبقى منها إلى القليل ،،،
قال الأب لابنه عبد الله : سنذهب غدا لنرى المدرسة المناسبة لك.
ثم سأل عبد الله والده : يا أبي ، هل هناك وقت لكي أراجع حفظي ؟
فقال الأب : يا بني مادمت حريصا على المراجعة و التمكين ، فاحرص كل الحرص على أخذ القرآن معك ، و اجعل لك وقتا بعد صلاة الفجر و صلاة العصر ، وسر على خطة الشيخ محمد ، وإذا أردت الحفظ فاحفظ ، و قد تلقى في مدرستك الجديدة الصحبة الطيبة التي ستعينك على الحفظ بإذن الله .
سجل أبو عبد الله ابنه في مدرسة للبنين وكانت المدرسة من المدارس الممتازة .

قرر عبد الله قضاء الوقت المتبقي في بدء خطة المراجعة ، فكان يجتمع بعد صلاة الفجر وصلاة العصر في المسجد كما نصحه والده ، وأخذ يسير على هذه الخطة حتى بداية العام الدراسي .
مع بداية العام الدراسي ، لم يجد عبد الله الوقت للمراجعة ، فقرر أن يكسب وقته في الاستراحة و يراجع ، ولكن بعد أن ينسجم مع بيئة المدرسة ، لأنه كان أول عام يقضيه عبد الله خارج بلده و أصدقائه ، ،، أحس عبد الله بالغربة لأنه طالب مستجد في هذه المدرسة ، لكن سرعان ما تعرف على اثنين من خيرة الطلاب في المدرسة ، وكان الاثنان في صف عبد الله ، الأول كان يدعى حسام و الثاني اسمه وليد و كان الطالبان من الطلبة الخلوقين ، ويشهد لهم المدرسون بحسن الخلق .
تعرفوا على عبد الله و تعرف عليهم ، اخبروه عن بيئة مدرستهم و أخبرهم عن بيئة مدرسته .
تعمقت العلاقة بينهم و أخبرهم عبد الله عن مسجد الحي الذي حفظ فيه عشرة أجزاء من القرآن الكريم و عن الشيخ محمد محفظه خلال مسيرته القرآنية .
حسام و وليد لم يفصحا عن شيء من حياتهما مع كتاب الله ، فلم يكونوا يحفظون إلا بعض السور القصيرة التي يقرؤونها في الصلاة ، لأنه لم تكن عندهم البيئة المناسبة للحفظ حيث كانوا يعيشون في العاصمة التي كانت بعيدة عن حلقات القرآن .
تعجب عبد الله من أن التطور و التقدم أنسانا القرآن و أبعدنا عن ديننا .

انسجم عبد الله مع بيئة المدرسة ، فقرر أن يستغل الوقت في المراجعة ، ففي بداية الأسبوع الثاني ، ذهب عبد الله إلى مسجد المدرسة و اتخذ منه مكانا للمراجعة في وقت الاستراحة .
مرت ثلاثة أيام و محمد مستمر في المراجعة ، ولكن صديقاه حسام و وليد تعجبوا من عدم رؤيته في وقت الاستراحة خلال الثلاثة أيام الماضية ، فقرروا البحث عنه ، فذهبوا شرقا و غربا و لكنهم لم يجدوه ، و عند مرورهم بجانب مسجد المدرسة ، سمعوا صوتا جميلا نديا ، يتغنى يتلك الكلمات العطرة ، كلمات القرآن الكريم .
دخلوا إلى المسجد بمهل ، و إذ به عبد الله جالس وبيده القرآن ، يتلوه بخشوع و خضوع .
رأى عبد الله حسام و وليد على باب المسجد ، فدعاهم إلى الجلوس ، فجلسوا .
قال حسام لعبد الله : صوتك جميل ما شاء الله و قراءتك رائعة .
و أكمل وليد : لقد أطربت أذاننا و أثرت في نفوسنا .
قال عبد الله لهما : بما أنكم هنا ما رأيكم بأن نقرأ القرآن في حلقة ؟
أعجبت حسام و وليد الفكرة ، وبعد أن فرغوا من القراءة وحان وقت الحصة الدراسية ، اقترح حسام و وليد على عبد الله أن يكونوا معه في كل استراحة ليحفظوا معه القرآن ، فوافق عبد الله في الحال و كانت الابتسامة قد رسمت على وجهه .

هذه هي الصحبة الطيبة التي تعين على الخير ، فهاهم أبطال قصتنا في متابعة متواصلة لكتاب الله ، فعلى يد تلميذ الأمس ، أستاذ اليوم عبد الله ، حفظ الفتيان الثلاثة خمسة أجزاء جدد في الفصل الأول من العام الدراسي ، الذي انتهى و انتهى معه عمل أبو عبد الله في السفارة الذي استقال وقرر أن يعود إلى وطنه وعمله السابق .
ودع عبد الله صديقاه حسام و وليد و أعطاهم نسخة من خطة المراجعة التي وضعها الشيخ محمد .
و هاهم عائلة عبد الله تعود إلى الديار و إلى الحي ، استقبلهم سكان الحي أحسن استقبال ، وتنور الحي بقدومهم ، التقى عبد الله أصحابه و التقى الشيخ محمد و قبله على رأسه ، و حكى له حكايته أثناء سفره ،
فقال الشيخ محمد : يا بني ،، صاحب القرآن يجب أن يكون قدوة الناس أينما رحل ، وأنت يا بني حفظت الأمانة فأكرمك الله .

ها هي السنوات تمضي وها هو اليوم الذي ختم فيه عبد الله القرآن ، فقد فرح جميع من في الحي و أقاموا المآدب لهذه المناسبة .
لم ينس فتى الأمس ، رجل اليوم أيامه الخوالي في الحي ، ولم ينس صديقاه حسام و وليد ، فقد كان يراسلهما و يتصل لهما ، لم ينس الشيخ محمد الذي على يده حفظ عبد الله القرآن .

عرف عبد الله أن المرء ما دام مصراً ليحقق هدفه ، فسيحققه مهما اشتدت المصائب و طالت الأيام ، فها هو حقق هدفه في حفظ القرآن الكريم ، فاستفاد من هذه المسيرة القرآنية أنه مهما طالت المسافات أو بعدت ، لن يبعد صاحب القرآن عن كتاب الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daraleiman.forumarabia.com/
 
فتى القرآن (قصة قصيرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قصيرة
» لمات قصيرة ولكنها خطيرة وذات معنى
» فضل حفظ القرآن الكريم
» أخوف أية في القرآن...
» الإعجاز العلمي في القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دار الايمــــــــــــــــان لتحفيـــــــــــــظ القرآن  :: ¨°o.O ( ..^ المنتديات العامة^.. ) O.o°¨ :: القصص والعبر-
انتقل الى: