تعرّف على الشكور
الله هو الشكور لأنه يكلفك باليسيرويعطيك عليه الكثير، أنت المخلوق الضعيف الفقير الفاني وهو العظيم القوي الغني الباقي، قليلك عنده كثير، يتقبل منك مالا يليق بجلاله ويجمله ويباركه ويعطيك عليهالكثير. وحتى تتضح المفارقة فتخيل لو أنك أهديت ملكا من ملوك الأرض هدية زهيدةبدرهم، أيقبلها، سيعتبرها إهانة وازدراء بمقامه. ولكن ملك الملوك والذي خلقك ويملككويملك ما تفكر بهبته له يقبل منك الدرهم، ودون الدرهم، ويقبل منك نصف تمرة، ويقبل منك اللقمة، ويقبل منك الكلمة الطيبة والنية الصالحة ويضاعف ذلك القليل فتجدهجبالاً من حسنات، ويثيبك بجنة عرضها السماوات وليس هذا فحسب بل يقول لك بعد ذلك "وكان سعيكم مشكوراً".
الله يقبل من العبد المحدود العطاء المحدود، وأما عطاءالله فغير محدود لأنه يتناسب مع عظمته وملكه وجلاله.
شكر الله لهاجر
يقف الشيخ إبراهيم أيوب عند سر من أسرار قوله تعالى: "إن الصفا والمروةمن شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما ومن تطوع خيرافإن الله شاكر عليم"
هاجر عليها السلام أيقنت بربها، وقالت لزوجها خليل اللهعليه السلام (الله لن يضيعنا)، ولما أجهدها ووليدها إسماعيل عليه السلام العطش،طلبت شربة ماء له، ففجرّ لها الشكور ينبوع زمزم طعاما وسقيا وشفاء لسائر الخلق إلىيوم البعث وخلد ذكرها بسعي مليارات المسلمين بين الصفا والمروة إلى يوم القيامةوجعل من ابنها اسماعيل خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام، هذا هو الشكور وهذاعطاؤه.
قال تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم"، وجعل في الخريطة مفاتيح للتخلق باسم الله الشكور أهمها الاستعانة بالشكور على الشكر فلولا توفيقه لا نكونمن الشاكرين، والشكر في المرحلة الثانية يوصل صاحبه للرضا فالشكر هو باعث الرضا،ويفرق في الخريطة بين الشاكر والشكور فالشاكر يشكر على النعمة حين حصولها أماالشكور فيرى دائما أنه في نعمةمن ربه. ومن مفاتيح الشكر مفتاح قاعدة (3 من 5)،وشرحها أن الكثير من الناس يطلبون من الله خمسة أمور فإذا أعطاهم ثلاثة منها نظرواللمفقود وتركوا شكر الموجود، أما الشاكر فينظر إلى تلك الثلاثة بحمد وشكر لربه،معتقداً بشكل جازم أن الله أخرّ عنه الباقية لحكمة جليلة، وإن منعه إياها فلا يحزن لعلمه أن الله تعالى يحميه من الدنيا كما يحمي أحدنا مريضه من الطعام.
اسائل الله العظيم ان ينفع بها